قضايا التنظيم الاجتماعي ومشكلاته في نظرية ابن خلدون

تنطوي أعمال ابن خلدون في مجال الدراسات الاجتماعية على أهمية نظرية خاصة، فبالإضافة إلى كونها ذات أهمية تاريخية فهي تشكل أيضاً إطاراً تحليلياً لدراسة مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية التي تنتشر حتى في المجتمعات المعاصرة. ففي تأكيده على مفهوم العصبية وأثرها في قيام الدولة، وتطوراتها، ما يشير إلى أن لابن خلدون السبق في الإشارة إلى أهمية الروابط الاجتماعية التي تجمع الأفراد، وتشكل الأساس الذي تشاد عليه نشاطاتهم وأفعالهم، وهي القضية التي تظهر في تحليلات سبنسر وماركس ودركهايم وحتى ماكس فيبر.

وتعد قضايا التنظيم الاجتماعي واحدة من القضايا الأساسية التي يمكن تحليلها ودراستها من خلال نظرية ابن خلدون في العصبية، برغم أن ابن خلدون لم يتطرق مباشرة لمفهوم التنظيم بالمعنى الذي يستخدم اليوم في الدراسات الاجتماعية، غير أن تحليلاته لمفهوم العصبية وأثرها في بناء الدولة يكشف عن إمكانية تفسير قضايا التنظيم الاجتماعي بمستوى التعاضد بين الأفراد، وبطبيعة الروابط التي يقيمونها بين بعضهم بعضاً، وهو ما سبق أن أطلق عليه تعبير "العصبية".
تحاول الدراسة أن تأخذ بتحليل مجموعة من القضايا الاجتماعية، وبخاصة قضايا التنظيم من رؤية عربية تعتمد نظرية ابن خلدون أساساً لها، فيشكل مبدأ العصبية بمعناها العام "التعاضد" و "الترابط"، الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الاجتماعية ضمن التنظيم، والتي تترتب عليها مجموعة النظم والضوابط التي تحدد الأدوار والمهام المنوطة بكل فرد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق